أين اصل الامامة في القرآن ؟
و إذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما
قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين
سورة البقرة
الاية هنا تقدم حقيقتين :
1_ أن الامامة هي عهد الله ( لا ينال عهدي) اذن فالامامة المقصودة هنا ليست بمعنى الحكم السياسي او اي امامة دنوية ... هي من أمر الله لا من أمر الناس ، فلا شورى فيها
2_ أنها لا تكون في من ارتكب الظلم (لا ينال عهدي الظالمين ) و كل الذنوب شكل من اشكال الظلم ، وإن اقتصر على ظلم النفس دون الاخريين ، اي ان كل الذنوب هي في حقيقتها ظلم للنفس
اذن فإن عهد الله هذا لا يكون إلا فيمن إنتفى عنه الذنب ... كالنبي صلوات الله عليه
ماهو دور الامام ؟
ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه انما انت منذر ولكل قوم هاد سورة الرعد
الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه واله ، وهو بلا شك امام جُعل فيه عهد الله
وبحسب هذه الاية يكون دور الامام ارشاد الناس الى طريق الهداية ودعوتهم للهدى
لكن دون اجبار او اكراه فالامام هنا غير محاسب على استجابة الناس
ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء سورة البقرة
لماذا لا تكون الامامة في العلماء العاديين؟
اولا ، لان القران اشترط انعدام الذنوب كما سبق
ثانيا ، لانها عهد الله كما سبق
ثالثا ، لان العالم العادي يمكن ان يقع في الخطا والاشتباه
ولا يجوز أن يبنى الدين على ظن عقل بشري عادي ، بل مصدر الدين هو الله
رابعا ، لان القران خلال احتجاه العقلي على الكفار وضع قاعدة منطقية تقول ان الاحق بالاتباع هو من لا يحتاج الى مرشد يهديه
أفمن يَهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يَهدي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون سورة يونس
وبما ان العلماء يتبعون ارشادات الهادي ... فاذا كان العالم بحاجة لشخص يهديه فهو ليس بإمام
بل هو تابع لغيره ، والامامة تكون في الهادي الاصلي الذي يقدم العلم اليقيني لا الظني
كعلم النبي صلى الله عليه واله
من هم الائمة ؟
إنما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون
سورة المائدة
إن لفظة (إنما) في الاية تدل على الحصر
مما يثبت ان المقصود بالولاية ليس الحب ، والا فإن المؤمن ليس مطالب بان يكره باقي المؤمنين
فيما عدا النبي صلى الله عليه واله ومن تصدق وهو راكع
ولا تعني ايضا المناصرة لان المؤمن مطالب بنصرة كل المؤمنين
وليس فقط من يؤتي الزكاة وهو راكع
وكذلك ممكن رد هذه الاية الى آية اخرى لاستخراج معنى ( وليكم ) التي وصف بها الرسول صلوات الله عليه أعلاه
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم سورة الاحزاب
هذه الاية تكشف وتؤكد معنى الولاية في اية سورة المائدة
و بالرغم من أن المسلمين لا ينكرون أن المقصود بالتصدق راكعا هو علي بن ابي طالب سلام الله عليه
الا أنني تنزلا سأثبت أنه المقصود بطرق اخرى
اولا
وصف القران الرسول صلى الله عليه واله في سورة النجم فقال
و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
إذن ، فإن ما يقوله الرسول صلى الله عليه واله وحي كما أن القرآن وحي
مما يعني أن النص الثابت صدوره عن النبي صلى الله عليه واله يكون بمنزلة القرآن
و رده يوازي رد القرآن
مما يعني أن الحديث الصحيح مكافئ للقران ... وعندنا حديث صحيح يقول
من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
أحد مصادر الحديث هنا
الحديث هنا يقرن ولاية علي بولاية النبي عليهما السلام ، فمن رفض ولاية علي ينتفي الاصل وهو ولاية النبي عليهما السلام
وهذا المعنى موافق للآية أعلاه التي تقرن ولاية النبيصلى الله عليه واله بولاية المتصدقين اثناء الركوع
كم ان دعاء النبي صلى الله عليه واله مستجاب دائما بالاضافة الى انه لا ينطق عن الهوى
اي ان دعائه صلوات الله عليه موافق لارادة الله تعالى
فكيف يطلب النبي صلى الله عليه واله ان يعادي الله مسلما فقط لانه عادى علي عليه السلام ؟
اذن فمعاداة عليعليه السلام تكافئ معادة الله تعالى ... اي ان طاعته مفروضةفهو عليه السلام الامام المفترض الطاعة
هنا نطرح سؤال على المخالف ... اين النص الكامل للخطبة؟
هل جمع النبي صلوات الله عليه الناس و وقف يخطب فيهم ليقول جملة واحدة فقط ؟
الستم تزعمون انكم اهل السنة ، فلما اضعتم خطبة النبي صلى الله عليه واله ؟
ثانيا
حديث الولاية السابق يوافق ايضا اية أخرى تقرن هذه المرة طاعة الرسول بطاعة ولي الامر
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الامر منكم ) سورة النساء
لاحظ تكرر لفظ الولاية ( اولي جمع ولي ) في هذه الاية ايضا بل و ملازمتها هذه المرة للفظ الطاعة
مما يؤكد ان الولاية تعني الطاعة
وحيث ان الرسول صلوات الله عليه يستحيل ان يامر بما يخالف حكم الله ، يستحيل بنتيجة الاقتران في الاية ان يامر الولي بما يخالف حكم الله
وإلا فان الله عزوجل هنا يامر الناس بطاعة شخص يحتمل أن يامرهم بما لا يوافق امر الله لانه غير معصوم
قد يصيب ، ولكنه ايضا قد يخطئ فيكون امره عندها مخالفا لامر الله
والسؤال هنا ، لو كان ولي الامر ياتي بالشورى هل يحتمل ان يامر بما يخالف حكم الله؟
وحده الله عزوجل يعلم من القادر على مطابقة حكمه ، وهو المسؤول عن تعيين ولي الامر الذي يقود الناس لطاعة الله
ثالثا
قال رسول الله صلى الله عليه واله في حق علي
(لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)
مصدر الحديث في مسند احمد هنا
المهم جدا في هذا الحديث هو اثبات ان الله يحب علي عليه السلام
وهذا معناه موجود في حديث صحيح اخر
( مايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه، فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)
مصدر الحديث في البخاري هنا
اذن فان الله كان بصر علي وسمعه ويده ... وهذا هو لب تعريف العصمة
فهل هناك من هو احق بالاتباع ممن كان الله بصره وسمعه؟
رابعا
يمكن الاستدلال بحديث صحيح يقول
انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي
مصدر الحديث في البخاري هنا
لكن ما هي منزلة هارون من موسى ؟ الاجابة عند القران في سورة طه
و أجعل لي وزيرا من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . و أشركه في أمري
اذن هارون هو : وزير ، اخ ، مشدد الازر ، شريك في الامر
يعني بالنتيجة وبحسب الحديث الصحيح ان :
علي وزير محمد ، اخو محمد ، يشدد من ازر محمد ، شريك محمد في الامر
صلوات الله عليهما
و شراكة الرسول هنا امر عظيم لان السؤال : ماهو امر النبي ؟
هل يبُعث الانبياء للمُلك أم لهداية الناس ودعوتهم الى الصراط المستقيم ؟
يدل الحديث على ان علي عليه السلام فيه صفات تؤهله لهداية الناس وامامتهم كما هو الحال في النبي صلى الله عليه واله
والا لما تحمل وظيفة لا يملك مؤهلاتها
وأنه الاولى من غيره في الخلافة السياسية
فعجبا لمن هجر شريك النبي واتبع عدو النبي
ولكن هل هناك ادلة اخرى على عصمة علي؟
بالاضافة الى الايات والاحاديث السابق ذكرها ، كذلك ثبتت عصمته في سورة الاحزاب
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
وكل ذنب هو شكل من أشكال الرجس ، كما هو معروف
ولكن كيف نخرج نساء النبي صلى الله عليه واله من هذه الجملة؟
تخرجهن عبارة (انما يريد الله ) فإن ارادة الله عزوجل متحققة لا محالة
إنما أمره إذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون سورة يس
اذن فالاية لا تعني ان الله تعالى يطلب منهم التطهر ، بل يقضي بطهارتهم ويقرنها بارادته
اي ان الطهارة واقعة متحققة بالفعل
بعبارة اخرى ، من اراد ادخال نساء النبي صلوات الله عليع واله في الاية عليه ان يثبت عصمتهن وطهارتهن
وهذا مستحيل بسبب الايات التالية:
الاولى
يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين سورة الاحزاب
اذا كانت الزوجة معصومة فلما يحذرها الله عزوجل من اتيان الفاحشة ؟
هل يعقل ان يحذر الله عزوجل من امر يستحيل وقوعه .... هل هذه الاية لغو لا شئ يترتب عليها ؟
خاصة ان الخطاب هنا لنساء النبي صلى الله عليه واله حصرا وليس خطابا عاما لكل النساء
بدليل تهديده عزوجل بمضاعفة العذاب ، و المضاعفة سببها اتيان الفاحشة بالرغم من الاقتران من نبي
الثانية
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن إتقيتن فلا تخضعن بالقول سورة الاحزاب
هنا نجد ان القران يستخدم تعبير (إن) وليس (لأن) أو امثالها
وهو تعبير يؤكد الاحتمال ... محتمل أن تتقي ، ومحتمل ان لا تتقي
اذن الاية تثبت احتمال ترك التقوى عند الزوجة ... وبالتالي نفي العصمة
الثالثة
إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما سورة التحريم
هذه الاية التي نزلت في زوجتين للنبي صلى الله عليه واله ( عائشة وحفصة )
تبين بشكل واضح ان ارتكاب الذنب قد وقع بالفعل
وأنه نتج عن ميل القلب عن الايمان ... فاي عصمة هذه؟
هل هناك دليل آخر على عصمة اهل البيت ؟
حديث الثقلين
( إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض
وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) مسند احمد هنا ... والترمذي هنا
عندما يقرن النبي صلوات الله عليه القران باهل بيته عليهم السلام وهو الذي لا ينطق بدافع عاطفي ( لا ينطق عن الهوى )
علينا ان نفهم انه يقول هنا ان اهل البيت عليهم السلام هم عدل القران فيما يختص بهداية الناس
فكما ان القران (إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم)
فكذلك اهل البيت عليهم السلام يهدون الناس ... اذن هم ائمة
وكما ان القران (لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )
فكذلك اهل البيت عصمهم الله من اتيان الباطل ... اذن حكمهم حكم الله تعالى
وهذا ايضا اثبات آخر على استحالة ادخال زوجات النبي في تعبير اهل البيت
لان الواضح ان زوجات النبي لم يدعين الامامة اصلا
ولم يدعين انهن قادرات على عصمة الناس من الضلال
من هم الائمة في اهل البيت؟
هنا نعود لمن لا ينطق عن الهوى ، وقد بين الامر في احاديث صحيحة
حديث الكساء ... هنا مصدره في الترمذي
كذلك حديث (
حسين مني وانا من حسين، احب الله من احب حسينا ، حسين من الاسباط )
مصدر الحديث
هنا
النبي هنا لا يتحدث فقط عن كون الحسين عليه السلام من صلبه ، والا فما معنى قوله (انا من حسين )
النبي الذي لا ينطق بتاثير العاطفة و لا يوصي الناس بحسب ما يهوى
بل ينطق بما امره الله به يقول لنا انه من الحسين ، فتامل
ثم من هم الاسباط ، الا يفترض ان يقول سبطين فقط ؟
هنا ترد شبهة تقول ، ما المانع ان يكون الحسن عليه السلام امام و معاوية ايضا امام ؟
المانع ان عصمة معاوية لعنه الله لم تثبت ، وقدرته على هداية الناس لم تثبت
كما لم يرد لا في القران ولا في السنة ان معاوية لعنه الله واجب الطاعة او أنه صاحب علم
فمجرد اغتصابه الحكم السياسي لا يثبت الامامة له ، لان الامامة هي عهد الله كما سبق
اما ابوبكر وعمرلعنهما الله فلا شك ابدا ببطلان امامتهما
فعمرلعنه الله اعترف بان علي عليه السلام اقضاهم ، بمعنى افضلهم في القضاء
وتجد مصدر هذا الاعتراف في مسند احمد هنا
ومادام عمر لعنه الله يعترف بان افضل القضاء هو قضاء علي وحكمه
كيف يعود ويعترف ان علي كان يرى كل من ابوبكر وعمر
كاذبا اثما غادرا خائنا ، كما ورد في حديث مسلم الموجود هنا
فعجبا لمن اخذ دينه من كاذب خائن اثم غادر
كما ان عمر وابوبكر لعنهما الله لايدعي احد عصمتهما
ومن المعروف انهم (علي ) و( عمر وابوبكر ) اختلفوا في قضائهم واحكامهم
فامر عمر في خلافته بما لم يامر به ابوبكر
وامر علي عليه السلام بما لم يامر به عمر لعنه الله ، وهكذا
فكيف يقال ان ثلاثة ائمة يهدون الناس الى ثلاث طرق مختلفة؟
بما ان الصراط مستقيم ، يكون الطريق واحد
والاختلاف بين الثلاثة دليل عن استحالة الجمع بين امامتهم
ماذا عن الاثنا عشر إماما ؟
بعد ان اثبتنا امامة اهل البيت عليهم السلام
بقي ان نثبت امامة التسعة بعدهم
هنا نعود لاية سورة الرعد ( انما انت منذر ولكل قوم هاد )
هل كلمة ( قوم ) في هذه الاية زمانية ام مكانية ؟
بمعنى هل الاية تقول للنبي ( انت تهدي كل الاقوام في زمانك وزمان غيرك ؟ ) زمانية
ام انها تقول ( انت تهدي قومك فقط ، اما الاقوام المجاورة فلهم من يهديهم غيرك؟ ) مكانية
واضح انها زمانية ، والا نكون قد ادعينا وجود نبي اخر معاصر للنبي صلوات الله عليه واله
بل انبياء عددهم بعدد اقوام بني البشر
اذن النبي مسؤول عن هداية الازمان التي تليه ، فكيف يتحقق ذلك وهو قد استشهد؟
هل من العدالة الالهية ان يحاسب الله البشر دون ان ياتيهم من يعلمهم ويهديهم؟
القران نفي حدوث هذا (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا)
ومع ذلك قد اثبت النبي صلوات الله عليه بقوله
(إن امتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة فتهلك احدى وسبعين وتخلص فرقة واحدة)
المصدر
هنا
فكيف نجمع بين الوحيين ؟
الحديث دليل صارخ على ان المسلم محاسب اذا ضل عن الصراط المستقيم
فلا يمكن ان يقول احدهم ، نحن نجتهد واذا اخطانا فلن يحاسبنا الله لان هذا مبلغ علمنا
اذا كان هذا صحيحا فلما يعذب الله الفرق الاسلامية كلها الا واحدة ؟
اذن لابد من وجود وسيلة يمتد بها اثر التبليغ النبوي الى كل زمن مابعد استشهاده
يكون به الصراط المستقيم واضحا جليا بحيث تستحق العقوبة على كل من تركه
وتنتفي حجته وعذره يوم القيامة
وهذا دور الامامة ، هداية الناس الى الصراط المستقيم بما ورثوه من علم النبي
وبما عصمهم الله عن الرجس والظلم
فتكون إمامتهم امتدادا للنبوة
لماذا لا يكون العلماء هم ورثة النبي ؟
لان العلماء لم يرثوا علمهم من النبي بل هم اعتمدوا على انفسهم وعلى ما وصلهم
وبما ان الله لم يعصمهم من الخطا والنسيان والغباء
وبما ان العلم الذي وصلهم متناقض اصلا ، حيث ان المعاصرين للنبي اختلفوا في كل شئ حتى في الاذان
اذن العالم الغير المعصوم عاجز عن هداية الناس الى الصراط المستقيم يقينا، كل ما يملكه هو الظن
يظن ان رايه صحيح ، ولكنه قابل للخطا ... وهكذا تعددت اراء العلماء وتعددت الفرق
بل ان العالم الواحد منهم يغير رايه وفتاويه بعد اصدارها وعمل الناس بها
وما يتبع اكثرهم الا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون
سورة يونس
وهذا القول منافي للعدالة الالهية ...
لان عدالة الله تقتضي ان العبد لا يترك بلا مرشد وبلا يقين
والا سقط عنه التكليف و الحساب والعذاب ، جنة فقط
حيث ان العبد بعد زمن النبي له الحجة يوم القيامة بجهله وقصور عقله
اذن لابد للناس من امام ورث علمه من النبي ، لا يشك في حكمه ولا في علمه
يقتدي الناس بعلمه وسلوكه ، فلا يذنب ولا يقول حراما او خطا
والا احتمل اتباعه فيما اخطا ، وتكون الحجة للمخطئ يوم القيامة
ماهو الدليل النقلي على الائمة التسع؟
بالاضافة الى إخبار الائمة السابقين عنهم
يوجد الحديث الصحيح
(
يكون اثنا عشر اميرا... كلهم من قريش ) البخاري
هنا
( يكون من بعدي اثنا عشر اميرا ... كلهم من قريش ) الترمذي هنا
( لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ... كلهم من قريش ) مسلم هنا
( ان هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ... كلهم من قريش) مسلم هنا
( لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ... كلهم من قريش) مسلم هنا
هذا الحديث تحير في تفسيره المخالفون ، و اسقطوه على الحكام السياسين وهو تفسير ساقط
وذلك للاسباب التالية :
اولا
خلافة النبي صلى الله عليه واله لا تقتصر على الحكم السياسي
فالوظيفة الرئيسية لاي نبي هي التبليغ والهداية
اما المُلك فهو امر فرعي يجسد إتباع الامة لنبيها من عدمه
وقد سبق وذكرنا ان إتباع الامة للرسول ليس من مسؤولياته ( ليس عليك هداهم )
وكم من نبي رفضه قومه ولم يولوه الحكم ... فلم تنتفي نبوته ولا رسالته ولا وظيفته
اذن الحديث يقصد خلافته في امره و وظيفته والعلة من بعثته
وظيفته التي تتطلب العلم والعصمة ... فاين هم هؤلاء العلماء الاثنا عشر ؟
ثانيا
حدد النبي في احاديث موافقة ان خلفائه كلهم من قريش
لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي في الناس اثنين
مصدر الحديث في مسلم هنا
بحسب هذا الحديث تبقى خلافة النبي في الاثنا عشر من قريش الى الابد
فأين هؤلاء الاثنا عشر حاكما قرشيا
من زمن النبي وحتى اليوم ؟
هل عدد الحكام في الاسلام من زمن النبي الى اليوم اثنا عشر فقط ، بالطبع لا
اذن هل بقي في الناس اقل من اثنين لهذا خرج الامر من قريش ؟ بالطبع لا
اذن فما تفسير هذا الحديث ؟
ثالثا
أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ
مصدر الحديث في الترمذي هنا
اوصى النبي المسلمين في هذا الحديث باتباع سنة خلفائه بعد اتباع سنته
فهل يوصي الرسول باتباع سنن مختلفة ومتفارقة؟
اليس الصراط المستقيم واحد؟
ثم لماذا يقرن بين سنته وسنة خلفائه...اليس في هذا دليل على ان سنتهم توافق سنة النبي ؟
ام ان النبي يدعو الناس للعمل بسنة لا توافق سنته ؟
فلو كان خلفاء النبي هم من حكم الناس سياسيا بعده ، فمالنا نرى اختلاف سيرتهم حتى يومنا هذا ؟
هل كانت سنة بني امية موافقة لسنة بني العباس ، وموافقة لسنة العثمانيين ؟
اين هؤلاء الخلفاء الذين تطابقت تعاليمهم ؟
و من اين جاء ابناء الدين البكري ببدعة ان الخلفاء الراشدين اربعة فقط ؟
ثم أن قول النبي (وإن كان عبدا حبشيا ) قول ملفت للنظر
فكيف يامر النبي بطاعة عبد ... وهل للعبد ان يامر اصلا ؟
كل عبد يكون هو المطيع لمالكه لا يملك اصلا ان يامر حتى يطاع او يعصى
ثم هل شهد التاريخ الاسلامي عبدا مطاعا وافقت سنته سنة النبي وسنة الخلفاء من قبله ؟
فاذن ، إما ان هذا الحديث موضوع وغير صحيح اصلا
وإما ان النبي لم يقصد حكاما سياسيا ، ولم يعني بلفظ العبد معنى الاسترقاق والملكية للغير
بل ربما والله العليم قصد الاشارة الى لون البشرة ، و قد كان من عادة العرب ولازالت هذه العادة دارجة
ان يطلقوا تعبير (عبد ) على كل رجل داكن اللون
ثم لماذا حدد النبي لفظ (الحبشي ) دون باقي المناطق ؟
هل اختص اهل الحبشة بسمار اللون دون غيرهم ؟
إما أن الحديث موضوع
وإما ان النبي يشير الى الامام محمد الجواد صلوات الله عليه وعلى آبائه
الذي اكتسب سلام الله عليه جمال سمرة والدته النوبية سلام الله عليها
و النوبة هي من البلاد التي كانت تسمى حبشة فيما مضى
رابعا
الحديث ورد فيه لفظ ( الخلفاء ) وليس خلفائي
وكأن النبي يعد نفسه خليفة يليه خلفاء اخرون من بعده
وهو اشارة الى قوله تعالى ( اني جاعل في الارض خليفة )
فالامام كالنبي ، خليفة الله في ارضه
ولا يمكن الاحتجاج بقول الملائكة انهم يسفكون الدماء
لان القران اثبت تراجعهم واعتذارهم عن هذا القول
ما هو دور الخليفة ؟
يمكن معرفة دور الخليفة على الارض اذا عرفت غاية خلق الارض ومن عليها
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون
اذن ، الخليفة مسؤوليته الاشراف على تحقق الغاية من الخلق
مسؤوليته هداية الناس الى الطريق الصحيح لعبادة الله
وكيف لمن يتبع الظن ان يعرف يقينا ماهو الحق ؟
كما ان الاية تشترك مع اية الامامة اولى في لفظ (جاعل)
( اني جاعلك للناس اماما ) ... ( اني جاعل في الارض خليفة )
فالامام كالخليفة ، مجعول من الله لا من الناس
و من مقتضيات الحكمة الالهية ان لا يعين احد في وظيفة الا بعد ان يزوده بمتطلبات اداء هذه الوظيفة
ومن كانت مسؤوليته هداية الناس الى الطريق الصحيح
احتاج ان يكون عالما علم اليقين بشكل يعجز الاخرون في التشكيك بتوجيهاته
وليس كما يفعل عامة العلماء من تغيير ارائهم وتراجعهم عن فتاويهم
فهذا سيكون من العبث او الظلم او التقصير من الله والعياذ بالله
/
\
/
لا يوجد فرقة اسلامية واحدة تدعي انها تتبع علماء معصومين اثنا عشر
غير الفرقة الامامية الاثنا عشرية ... وهذا وحده دليل الانطباق لان المنافس منتفي ، لا يوجد احد غيرنا اصلا
ومع ذلك ولان الحق دائما واضح وحتى تتم حجة الله على خلقه يوم القيامة
قد أورد بعض علماء المخالفين نصوصا تثبت امامة الاثنا عشر باسمائهم
و كذلك نقلوا كثيرا من الاحاديث والاثار في فضائل اهل البيت عليهم السلام
كشيخهم القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة
وكذلك الشيخ الحموي في كتابه فرائد الشبطين
إلا ان الفئة الناصبية من الفرقة البكرية التي اخذتها العزة بالاثم
ادعوا زورا وتدليسا ان اولئك العلماء من الشيعة
هنا يجد الباحث عن الحق ردا على هذا الموضوع
/
\
على الرغم من الملاحقات الدائمة للشيعة على مدى الف واربعمئة عام
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة للحكومات الجائرة لطمس الحقيقة
حقيقة ان الحكام الشرعيين هم اهل البيت
لازالت الحقيقة واضحة لكل عاقل حر قرر أن يبحث بجدية
لازالت الادلة كافية لارشاد البشر الى الصراط المستقيم
قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين
سورة الانعام